2012م غايات الإشراف التربوي:
يهدف الإشراف التربوي بصورة عامة إلي تحسين عمليتي التعلم التعليم وتحسين بيئتهما، من خلال الارتقاء بجميع العوامل المؤثرة فيهما، ومعالجة الصعوبات التي تواجههما، وتطوير العملية التعليمية في ضوء الأهداف التي تضمنتها سياسة التعليم في المملكة؛ وفيما يأتي أبرز أهداف الإشراف التربوي:
1- رصد الواقع التربوي، وتحليله، ومعرفة الظروف المحيطة به، و الإفادة من ذلك في التعامل مع محاور العملية التعليمية والتربوية.
2- تطوير الكفايات العلمية والعملية لدى العاملين في الميدان التربوي وتنميتها.
3- تنمية الانتماء لمهنة التربية والتعليم والاعتزاز بها، و إبراز دورها في المدرسة والمجتمع.
4- التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة للعمل في برامج الأبحاث التربوية والتخطيط وتنفيذ وتطوير برامج التعليم، و التدريب، و الكتب، و المناهج، وطرق التدريس، ووسائل التدريس المعنية.
5- العمل على بناء جسور اتصال متينة بين العاملين في حقل التربية والتعليم، تساعد نقل الخبرات والتجارب الناجحة في ظل رابطة من العلاقات الإنسانية، رائدها الاحترام المتبادل بين أولئك العاملين في مختلف المواقع.
6- العمل على ترسيخ القيم والاتجاهات التربوية لدى القائمين على تنفيذ العملية التعليمية في الميدان.
7- تنفيذ الخطط التي تضعها وزارة المعارف بصورة ميدانية.
8- النهوض بمستوى التعليم وتقوية أساليبه للحصول على أفضل مردود للتربية.
9- إدارة توجيه عمليات التغير في التربية الرسمية ومتابعة انتظامها للعمل على تأصيلها في الحياة المدرسية وتحقيقها للآثار المرجوة.
10- تحقيق الاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة بشرياً، وفنياً، ومادياً، ومالياً، حتى استثمارها بأقل جهد وأكبر عائد.
11- تطوير علاقة المدرسة مع البيئة المحلية من خلال فتح أبواب المدرسة للمجتمع، للإفادة منها وتشجيع المدرسة على الاتصال بالمجتمع لتحسين تعلم التلاميذ. تدريب العاملين في الميدان على عملية التقويم الذاتي وتقويم الآخرين
مجالات الإشراف التربوي:
لعل من أبرز الصعوبات التي تواجه عملية الإشراف التربوي اتساع مجالاتها، وتشعبها إلى حد جعل الاتفاق على مجالات محددة أمراً صعباً، حتى بين المهتمين مباشرة بالإشراف التربوي، إلا أنه (في ضوء الأدبيات التربوية المتاحة) يمكن تحديد مجالات الإشراف التربوي في مجالات رئيسة مع ملاحظة أن هذه المجالات المحددة تنسجم إلى حد كبير جدا مع تصورات المعلمين و المشرفين وتلتقي مع طبيعة الدور الإشرافي ومجالاته.
وفيما يلي قائمة بهذه المجالات مع شرح موجز للمهمات الفرعية التي تندرج تحت كل منها:
ا- مجال الاتجاهات والقيم التربوية:
يستطيع المشرف التربوي أن يحرز نجاحه الأكبر في مجال القيم و الاتجاهات التربوية، فنجاح نشاط الإشراف التربوي كله يتوقف على إيمان المعلمين بأهمية الجهد التربوي الذي يبذلونه. ودون هذا الإيمان ينعدم التعاون، ويصبح النشاط التعليمي نشاطا لا روح فيه و لا أمل في أن يتطور ويرقى.
فالمشرف التربوي الذي يستمد إلهامه من فلسفة شخصية ناضجة للتربية يستطيع أن يعمل مع غيره من المعلمين، نحو تكوين وتنمية وتطوير الأمة بأسرها.
هذا هو المجال الدائم الثابت لوظيفة الإشراف التربوي . كما أنه محور كل نشاط يدخل في دائرة الإشراف التربوي، وهو مجال يدعو إليه ديننا الإسلامي الحنيف امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".
2- التلميذ:
وهو المحور الأساس للعمل التربوي، والطرف الأصيل فيه، بل هو الهدف المنشود، وكل موقف تعليمي يعده وسيلة لتحقيق نموه الكامل، وكل إشراف تربوي لابد أن يدور حوله، فالتعليم لم يعد مجرد تلقين المعرفة، بل أصبح تغييراً في طبيعة المتعلم وسلوكه من خلال تعرف تحصيله وأحواله و إيقاظ القوى العقلية وتنميتها وتطوير المهارات و الاتجاهات نحو اكتساب المعرفة، ولا تقتصر التربية على اكتساب المعرفة فحسب، بل لابد لها من الاهتمام بتربية الجسد والوجدان، والخلق، لتحقيق النمو المتكامل في شخصية التلميذ. حيث أن تقدم
المجتمعات رهن بتفتح شخصيات أفرادها، لذلك كان لابد للإشراف التربوي من الاهتمام بكل ما يتعلق بالتلميذ والتخطيط للعناية به مثل (صحته، وتغذيته، وتوزيع تلاميذ الصف بصورة علمية سليمة، وتعرف الفروق الفردية بينهم، الخ(
ولما كان وقوف المعلم على أسباب التأخر الدراسي عند تلاميذه يساعد على علاج تلك المشكلة، فإنه لابد للمشرف التربوي من أن يعنى بتوجيه المعلمين، وتزويدهم بالوسائل الناجحة للكشف عن المتأخرين دراسيا بصورة مبكرة كي يسهل علاجهم.
3- المعلم:
المعلم سيد الموقف التعليمي وأقدر الناس على إدراك الظروف المحيطة به؛ لذلك لابد من أن يهتم المشرفون بملاحظة معلميهم في بعض المواقف التعليمية بغية التحقق من معرفتهم بمادة الدرس، وأساليب التدريس، واستخدام الوسائل التعليمية المناسبة، وتوظيفها في المواقف التعليمية المختلفة. وعلى المشرف تعرف كفايات معلميه في التعليم، وإدراكهم لأهدافه, وممارستهم لأساليب السليمة في أدائهم، ويعمل المشرف التربوي على أن يلم المعلمون بطبيعة المعرفة وتصنيفاتها الرئيسة فيميزون بين المعلومات والحقائق، وبين المبادئ والمفاهيم الرئيسة وبين مجالات العمل والتطبيق ويجعلهم يميزون بين عمليات الحفظ والاستظهار، والإبداع والابتكار، والاستقراء والقياس، ليتمكنوا من ممارسة تلك المبادئ والعمليات جميعها، ومن أبرز مجالات الإشراف رسم سياسة للعاملين في المؤسسات التربوية بناء على مستوياتهم ومؤهلاتهم وتقويمهم السابق، سواء بالنسبة لتحديد الاحتياجات التدريبية، أو رسم برامج التدريب،أو ممارسة أساليبه المختلفة، أو متابعة المتدربين وتقويمهم
4- المنهج:
لما كانت التربية عملية تفاعل بين المعلم والمتعلم، فإن المنهج يشكل مادة ذلك التفاعل، وقد أصبح المنهج بمفهومه الحديث يعني بجميع الخبرات التربوية التي تخطط لها المدرسة داخل جدرانها وخارجها، بقصد مساعدة تلاميذها على النمو الشامل في جميع النواحي لتعديل سلوكهم طبقاً لأهدافه التربوية. والمنهج تبعاً لذلك يتضمن المواد الدراسية العلمية والنظرية والفنية والمعلومات والحقائق والخبرات، وسائر أوجه النشاط. كما يتضمن القيم والاتجاهات وطرق التفكير، ويقوم المشرف التربوي بالإسهام في صياغة محتوى المنهج ومعلوماته ومساعدة المعلمين على دراسته دراسة عميقة واعية لتعرف أهدافه و أركانه، وتفيد النشرات التي يصدرها المشرف، وكذلك الزيارات الميدانية التي يقوم بها على المدارس واجتماعاته مع المعلمين من خلالها لمناقشة المشكلات المتعلقة بالمواد، في توضيح محتو ى المنهج للمعلمين.
أي أن من أولى مهام المشرف الاهتمام بالمناهج الدراسية والعمل على تطوير محتواها وطريقتها وأسلوب تقويمها لتلائم حاجات التلاميذ ومتطلبات المجتمع
5- طرق التدريس:
طرق التدريس ركن من أركان المنهج يعتمد على الدراسة، و البحث، و التجريب، والابتكار، وعملية التعليم مهنة فنية، وطرق التدريس وسائل تلك العملية لتوصيل محتوى التعليم إلى التلاميذ، ولابد أن تتناسب الطريقة مع مستويات التلاميذ وأعمارهم، لذلك لابد للمشرف التربوي من أن يحث معلميه على البحث والإطلاع، ومناقشة النتائج، واقتراح حلول للمشكلات التعليمية، والقيام بدراسات ميدانية عنها، وملاحظة ما يتعلق منها لطرق التدريس أو الوسائل التعليمية.
6- مجال النشاط المدرسي:
يضع المفهوم الحديث النشاط المدرسي في مرتبة لا تقل أهمية عن البرنامج التعليمي ،الذي يشغل حصص الدراسة، على أن بعض المشرفين لم يتعودوا النظر إلى النشاط المدرسي كونه نشاطا تعليميا فعالا يستوجب أن يلقي منهم كل عناية، وقد يجد المشرف- من ناحية أخرى – أن تحسين الموقف التعليمي العام يمكن أن يتم باستخدام القدرات الخاصة للمعلمين في جوانب النشاط المدرسي المختلفة، ولهذا يجب أن تعطي الفرصة للمعلم لممارسة هواية أو تنمية ميل خاص أو تأدية خدمة خاصة بالعمل المدرسي، بقدر ما يمكن أن تؤدي إليه تلك الممارسات من نهضة بالتدريس. كذلك فإن شعور المعلم بالارتياح في اتصالاته غير الرسمية بالتلاميذ وبغيره من العلمين، يعد عاملا هاما في تكيفه مع الموقف التعليمي الذي يعمل فيه، كما أن الخبرة التي يكتسبها من العمل مع التلاميذ قد تفيد الموقف التعليمي في الصف حيث إنها تنقل إلى الصف روح الصداقة التي يلزم توافرها في أي نشاط يمارس في جو شوري، ولهذا يعد النشاط المدرسي بابا مفتوحا أمام المشرف يمكنه عن طريقه تحسين برنامج التعليم في المدرسة.
7- الوسائل التعليمية :
إن التربية الحديثة تعتمد على مبادئ أساسيه لتحقيق أهدافها ومنها التعلم عن طريق العمل والانتقال من المحسوس إلى المجرد والوسيلة التعليمية تساعد التلميذ على إدراك الحقائق والمفاهيم المجردة بأيسر الطرق أقصرها ولابد أن يضمن المشرف التربوي خطته العناية بالوسائل وإنتاجها ويوضح للمعلمين قيمتها ويشجعهم على الاستفادة من الخامات المحلية ويدربهم على حسن استخدامها 0
8- الكتاب المدرسي :
يعد الكتاب المدرسي أساساً من أسس التعلم ووسيلة ذات قيمة في نمو التلاميذ لأنه أداة تمكن التلميذ من دراسة الحقائق والمعلومات وقد تغيرت الصورة التقليدية للكتاب المدرسي لتناسب مستوى التلميذ واهتماماته وأغراض التربية وحاجات البيئة ولابد للمشرف التربوي أن يعتني بدراسة الكتاب المدرسي دراسة واعية ليكون على بينه من محتوياته ويتمكن بالتالي من إرشاد المعلمين إلى مضمونه والإسهام في تقويمه وتحليله .
9- المكتبات المدرسية :
للمكتبة المدرسية دور في إكساب التلميذ عادة القراءة والبحث والإطلاع وهي وسيله لنشر الثقافة وينبغي على المشرف التربوي أن يعمد إلى تحقيق الغرض من المكتبات المدرسية وحث المعلمين والإدارات المدرسية على العناية بالمكتبات والعمل على تزويدها بما تحتاج إليه من الكتب ، والأثاث ، والأدوات ، ولابد من أن يضع المشرف في خطته التربوية ضرورة تعرف محتويات المكتبات ، والتأكد من سلامة محتوى كتبها ، ومدى مناسبته لتحقيق الأهداف التربوية وأن يدرس المشكلات والمعوقات التي تحول دون الإفادة منها وان يعمل على علاجها ضماناً لتحقيق فائدتها0
10- التقويم:
يمكن عن طريق التقويم معرفة مدى كفاية الوسائل والأساليب والأجهزة التعليمية ، ومدى فعلية المنهج في تحقيق الأهداف ، والتقويم مجال مهم من مجالات عمل المشرف التربوي ، لذا ينبغي عليه أن يستعين بوسائل قياس مناسبة للإفادة منها في بناء خطط العمل سواء أكان تقويم التلاميذ باستعمال البطاقة المدرسية التي تكشف عن حال التلميذ في جميع مراحل نموه المختلفة ، فهي سجل شامل للتلميذ من النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية والتحصيلية ، أم كان تقويم المشرف للمعلم نفسه باستعمال بطاقة الأداء التي التي تساعد في التقويم والتوجيه 0 وعلى المشرف إرشاد المعلم إلى كيفية ملء البطاقة والاستفادة منها 0 وإيضاح المفهوم الحديث للتقويم ، لكونه وسيلة للكشف عن تحصيل التلميذ ، وإرشاد المعلم إلى أساليب التقويم الموضوعية0
11- التخطيط للتدريس :
لضمان حسن التنفيذ والابتعاد عن العشوائية في العمل ، يقوم المشرف التربوي بتوجيه المعلمين إلى أسس وقواعد تنظيم البرنامج اليومي ، ووضع الخطة الدراسية الأسبوعية وتوزيع النهج على أشهر السنة ، بحيث تراعي هذه القواعد والأسس ظروف البيئة الطبيعية والاجتماعية ، وتسعى إلى تنمية العلاقات بين البيئة والمدرسة ، وتربط المواطنين بالمدرسة ، وتوثيق علاقتهم بها 0
ومن المجالات التي لابد من أن يوليها المشرف التربوي اهتمامه أيضاً مساعدة المعلم الذي يعلم في مدارس مضمومة الصفوف على تخطيط برامجه بما يتلاءم والظروف التي يعمل في إطارها 0
12- البناء المدرسي :
من المجالات التي يهتم بها المشرف التربوي واقع البناء المدرسي ومدى ملاءمته لتنفيذ المنهج ومدى استخدامه استخداماً سليماً وناجحاً ، بحيث يكون هناك توازن بين قاعات الصفوف والقاعات العلمية ، من ملاعب ومسارح ومختبرات 0 وعلى المشرف أن يعمل على تزويد البناء المدرسي بالأدوات والتجهيزات اللازمة له ، وأن يوجه المعلمين للاستفادة منه والمحافظة عليه 0