التعليم في السودان في عهد الدولة المهدية

عضو عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 09/02/2012

كلية كمبوني للعلوم والتكنولوجيا
قسم العلوم التربوية والدينية
المستوى الثاني

الموضوع سمنار بعنوان : التعليم في السودان في عهد

إعداد الطالبة: إشراف الدكتور:

مايكل رامكل توريال حسن حمد الله عبد الله

فبراير: 2012م

التعليم في السودان في عهد المهدية

من أواسط القرن السابع الميلادي وحتى عام 1898م:
ظلت الخلاوي والمساجد تشكل المؤسسات التعليمية الرئيسة في السودان منذ أواسط القرن السابع الميلادي حتى عام 1853م، وقد كان العرب المهاجرون على اتصال بالسودان قبل الإسلام، إذ أقاموا المحطات والموانئ على ساحل البحر الأحمر لغرض التجارة، واستقر بعضهم على الساحل بينما تغلغل آخرون إلى داخل البلاد واختلطوا بالسكان الأصليين وتصاهروا بهم ونقلوا إليهم ثقافتهم العربية التي كانت سائدة قبل الإسلام.

ولما جاء القرن الرابع عشر الميلادي أصبح لهؤلاء المهاجرين بثقافتهم العربية الإسلامية السيادة في السودان.

وفي فترة قيام الممالك الإسلامية في سنار ودارفور وكردفان في القرن السابع عشر تزايد عدد المسلمين وازدهرت الثقافة الإسلامية في شمال السودان، بيد أنها لم تنتشر بذات القوة في جنوب السودان بسبب الظروف الطبيعية والمناخية المتمثلة في كثرة الأمطار والغابات والسدود التي شكلت حاجزًا أمام العرب، وفي تلك الفترة بدأت المجتمعات الإسلامية بصفة عامة تهتم بالتعليم الديني حيث يتعين على المسلم حفظ القرآن الكريم أو جزء منه، الأمر الذي يتطلب معرفة القراءة والكتابة.
وكان التعليم في بداياته الأولى في العالم الإسلامي تعليمًا دينيًا يقوم على تعليم القرآن الكريم وحفظه وتعليم الحديث النبوي والسيرة النبوية الشريفة. ولما تزايد عدد المتعلمين مع مرور الزمن وزاد الإقبال على التعليم فتحت المدارس بجوار المساجد في عدد من البلدان الإسلامية، إلا أن هذا التطور في إنشاء المدارس لم يصل إلى السودان، وظلت المساجد في دنقلا والدامر ونوري وحلفاية الملوك وجزيرة توتي أماكن للصلاة والدراسة معًا.

أما الخلوة فقد كانت تمثل الوحدة التعليمية الرئيسة في السودان وكانت تناظر ما يعرف بالمدرسة في البلاد الإسلامية الأخرى، وأصبحت المهمة الأساسية للخلوة هي نقل العلم الديني من جيل إلى آخر عن طريق حفظ القرآن الكريم، وكانت القراءة والكتابة هي الوسيلة لهذه الغاية السامية.

ولم يكن المعلم يستخدم كتبًا أو مراشد أو سبورة وطباشير، وإنما كان يملي دروسه على تلاميذه من ذاكرته، وكان معلم الخلوة هذا أو (الفكي) يأمر تلاميذه (الحيران) بكتابة السورة من القرآن الكريم على لوح من خشب وبعد الحفظ يُمسح اللوح بالماء ويكتب عليه السورة التالية وهكذا إلى أن يحفظ التلاميذ كل سور القرآن الكريم، ويأتي تدريس الفقه في السودان في المرتب الثانية بعد القرآن الكريم وكانت الرسالة ومختصر خليل المالكي المصدر الأساسي لتدريس الفقه، ثم تأتي علوم العقيدة والكلام في المرتبة الثالثة وتدرس عادة من مقدمة السنوسية، وإذا أراد الطالب أن يتوسع في دراسة العلوم الشرعية يدرس تجويد القرآن الكريم أو الحديث ومصطلحه أو التفسير، أما علوم النحو والبلاغة فلم تجد الاهتمام من الطلاب والمعلمين بالقدر الذي يولونه للعلوم الشرعية.

والمعلم الذي يدّرس التلاميذ في الخلوة إما أن يكون قد تلقى تعليمه داخل السودان أو تخرج من الأزهر الشريف أو المعاهد الدينية بمكة المكرمة.
وكانت مدة بقاء التلميذ في الخلوة تتراوح بين سبع سنوات إلى خمسة عشر سنة، حيث تستمر الدراسة يوميًا من الفجر حتى الظهر وأحيانًا تستمر الدراسة إلى المساء، وحينما يفرغ التلميذ من دراسته يمنح شهادة تسمى (الإجازة) وبموجب هذه الشهادة يستطيع المتخرج أن يفتح خلوة يعلّم فيها التلاميذ بذات المنهج الذي اتبعه معلموه عند تدريسه، والمعلمون بهذه الخلاوي كانوا ميسوري الحال ويقومون بإسكان وإطعام التلاميذ الأجانب، علمًا بأن العقوبة البدنية كانت إحدى وسائل التربية المتبعة آنذاك في الخلاوي.

أما في العهد التركي المصري فقد افتتحت أول مدرسة نظامية في الخرطوم، وبعدها تم فتح عدة مدارس بالسودان، وفي عهد الدولة المهدية تم إيقاف المدارس الحديثة، واستمر التعليم الديني الذي كانت تقوم به الخلاوي وحلقات العلم بالمساجد مستهدفة تعليم النشء القرآن الكريم والقراءة والكتابة وتعليم المسلمين مبادئ الفقة والعقيدة والمعاملات وكافة أمور الدين الإسلامي.

المرجع : http://www.almarefh.org/news.php?action=show&id=48

» التعليم في السودان
» التعليم الديني في السودان
» الجودة الشاملة فى التعليم
» لوائح التعليم العام لسنة 1975
» الإدارة المدرسية في السودان